حكايات وحكايات

تم جمع و كتابة الحكايات الشعبية وتصحيحها و ترجمة بعضها إلى اللغة العربية الفصحى من طرف فاطمة فكروش( معلمة مادة اللغة العربية)

السبت، 20 أغسطس 2011

حكاية لالا واولوت من التراث الشعبي المغربي

حكاية لالا واولوت (واولوت" اسم لعين مائية ارتبط اسمها بحكاية شعبية تناقلها الأجداد والأحفاد بنوع من التنويع والتفريع الإبداعي التخيلي)


كان يا ما كان في قديم الزمان  عجوزا اسمها واولوت كانت تسكن خيمة وسط حي على نفس أرض هذه العين قبل أن يتفجر ماؤها . تملك عنزة تقتات من لبنها ، ولــها (مجرية – مجر ) أي كلبة لها جراء . تقدم بها السن وضعف بصرها . وذات يوم وقبل غروب شمسه ، قدم إلى الحي شيخ ذو لحية بيضاء ، على وجهه وقار رجل تقي ، بيده عصا تساعده في رحلته . تقدم إلى خيمة العجوز وطلب ضيافة الله . رحبت به وأنزلته ضيفا عندها الليلة كلها . طبخت طعاما من نصيب ما تملكه من شعير، سقته بلبن العنزة ، وزينته بلحمها . أكل الشيخ حتى شبع ، وأمر المرأة بالاقتراب منه ، مرّر يده على عينيها فاستردّت بصرها في الحين . طلب منها إحضار جلد الماعز ، مسح يده عليه فأعادها للحياة كما كانت . وفعل نفس الشيء مع خيش الدقيق فامتلأ ، وأوصاها أن تخبر سكان الحي بالرحيل في الغد باكرا ، وضرب أوتاد الخيام في المكان الذي ستنقل إليه الكلبة مجرها . قضت العجوز الليلة في فرح وحيرة متسائلة عن أمر الشيخ . وفي الغد ، غادر الرجل / البركة الخيمة بعد أن وعدها خيرا إذا ما عملت بوصيته . أعلمت المرأة أهل الحي فصدقها الكثير منهم ، وراقبوا كلبتها حتى رأوها تنقل جراها واحدا واحدا بعيدا ، وتضعهم تحت سدر . لم يخامر الشك إلا القليل منـــهم ، فهرعوا إلى نقل خيامهم تباعا إلى أن خلا الربع . وفي نفس اليوم أمطرت السماء سيلا تفجر معه نبع ، وسمّوه منذ ذلك الزمان عين لآلة واولوت .
تناقلت الألسنة قصة العجوز والشيخ فقالوا أن الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي جاء من بغداد ، فلما مر بالمكان ورأى ما أصاب الناس من ضيق في العيش بفعل الجفـاف ، لم يتأخر في إكرامهم بنبع دافق فتح عليهم أبواب الرزق بامتهان الزراعة . واعترافا بصنيع الشـــــــيــخ / البركة ، بنى أهل الحي له مقاما يُزار ، سموه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، تنظم فيه وحوله الولائم . ومع الأيام ، اعتاد الناس زيارة المقام والعــين /البركة، يغتسل بمائها قبل شروق الشمس كل من به غبن ما ، عقرا كان أو مرضا أو عنوسة أو حاجة من حوائج الدنيا . ولا تقضى حاجة الطالب - اعتقادا - إلا إذا ذبح دجاجة ، أو رمى رغيفا أو عجينا وسط ماء العين مناديا عن شيء اسمه "مسعود" ، ويعتقد الكثير أنه سمك من نوع خــاص ، يسمع طلب الداعي فيلبي رغبته ، وهو من بركة الشيخ . التي ارتبطت بعين واولوت