حكايات وحكايات

تم جمع و كتابة الحكايات الشعبية وتصحيحها و ترجمة بعضها إلى اللغة العربية الفصحى من طرف فاطمة فكروش( معلمة مادة اللغة العربية)

السبت، 15 أكتوبر 2011

حكاية أمي سيسي من التراث الشعبي التونسي



في يوم من الأيّام كانت أميّ سيسي تكنس منزلها, فوجدت فلسا قالت في نفسها: ماذا سأفعل به؟ ماذا سأفعل به يا ربّي؟ ماذا أستطيع أن أشتري بهذا الفلس؟
سأشتري به شيئا لابنتي الصغيرة...لو اشتريت به برتقالة؟ لا...فقشور البرتقال ستوسّخ بيتي النظيف...
ولو اشتريت به رمّانة؟ كلاّ...فقشور الرمّان ستوسّخ بيتي الذي لم أتوقّف عن تنظيفه
اه...وجدتها! سأشتري به سمكات صغيرة فهي تؤكل يأكملها ولا يوجد فيها ما يلقى به, إذن ليس فيها شيء ملوّث.
اشترت أمّي سيسي سمكات صغيرة وقلتها وتركتها في المطبخ. ثم استمرّت في الكنس من جديد.
وبعد حين, جاء قطّ الجارة عند أمّي سيسي ليستعير منها سكّينا لسيدته أمّي عويشة.
قال قطّوس: سأعيده لك بعد قليل حالما تنتهي أمّي عويشة من تقطيع اللحم الذي اشتراه خالي صالح. قالت أمّي سيسي: ألا ترى أنّني أكنس؟ اذهب بنفسك إلى المطبخ وخذه. ولا تنس أن تعيده إليّ.
عندما دخل القطّ إلى المطبخ, شمّ رائحة السمك الشهيّ فقفز نحو الصحن, وبسرعة التهم كلّ السمك. وبما أنّه أكل بسرعة فقد انتفخ بطنه ولم يستطع التحمّل فاضطرّ إلى أن يفرغ كلّ ما بداخلة قرب الصحن الفارغ.
وبعد ذلك, أخذ السكّين ثمّ انصرف وكأنّ شيئا لم يقع.
عادت فطّومة ابنة أمّي سيسي إلى البيت وقالت لأمّها: أنا جائعة جدّا.

أجابتها أمّي سيسي: اذهبي إلى المطبخ, فهناك مفاجأة لذيذة تنتظرك.
دخلت فطومة المطبخ فرأت الصحن الفارغ وبجانبه براز القطّ المقرف الكرية, فظنّت أنّ أمّها تسخر منها فأخذت تبكي بشدّة. هرعت أمّي سيسي إلى المطبخ وفهمت كلّ شيء من النظرة الأولى, فغضبت غضبا شديدا وقالت: هذا القطّ غير مؤدّب! لا تبكي, يا ابنتي, سأجعله يندم على ما فعل!
وعندما أعاد قطّوش السكّين أخذته منه أمّي سيسي بيد وأمسكته بالأخرى. وبضربة واحدة قطعت ذيله.
صاح قطّوس من الألم ثمّ أخذ يركض من زاوية إلى أخرى وهو يدور حول نفسه ليرى ما تبقّي من ذيلة. بكى وبكى راجيا أمّي سيسي أن تسامحه.
بالله يا أمّي سيسي, داوي لي بعبيصي. وحياتك ردّي لي ذيلي وأنا أعطيك بدله ما تريدين.
أشفقت أمّي سيسي من حال قطّوس وقالت له: لقد نلت جزاءك, وسأسامحك... ولكن, إن أردت أن أردّ لك ذيلك, فأحضر لي بدله سمنا من عند البقّال.
ذهب قطّوس عند البقّال وقال له: أمّي سيسي قطعت ذيلي, وطلبت مني سمنا والسمن عندك يا عمّي محمود. أرجوك, أعطني بعضا منه.
أجابه البقّال: إن أعطيتني لبنا, أعطيتك سمنا
اذهب عند البقرة واطلبه منها. أسرع قطّوس عند البقرة وقال لها وهو يلهث: أرجوك أعطيني لبنا أعطه للبقّال حتّى يعطيني سمنا أعطيه لأمّي سيسي لتعيد لي ذيلي

قالت البقرة: إن أعطيتني عشبا, أعطيتك لبنا. اذهب واطلبه من الحقل.
توجّه قطّوس إلى الحقل وقال له:
أرجوك, أعطني عشبا أعطه للبقرة حتّى تعطيني لبنا أعطيه للبقّال حتّى يعطيني سمنا أعطيه لأمّي سيسي فتردّ لي ذيلي.
قال له الحقل: إن أحضرت لي ماء, أعطيتك عشبا،اذهب واطلبه من العين.
قصد قطّوس العين و قال لها: يا عين أتوسّل إليك, أعطيني ماء أعطه للحقل كي يعطيني عشبا أعطيه للبقرة فتعطيني لبنا أعطيه للبقّال فيعطيني سمنا أعطيه لأمّي سيسي فتلصق لي ذيلي.
قالت العين : يا قطوس حالك مؤسف ، سأعطيك من مائي إذا وعدتني بالإقلاع عن
عاداتك السيئة ........
فرح قطّوس, وأخذ من ماء العين ليسقي الحقل الذي أعطاه العشب, ثمّ أخذ العشب إلى البقرة التي أعطته اللبن ثم أخذ اللبن إلى البقّال الذي أعطاه سمنا, وأخيرا أخذ السمن إلى أمّي سيسي التي ألصقت له ذيله الصغير.

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

حكاية الحطاب من التراث الشعبي القديم

كان يا ما كان في قديم الزمان حطاب يسكن بإحدى البلدان وفي كل صباح يغدو إلى الغابة بفأسه فيتحطب نقلة من الحطب يحملها إلى سوق المدينة فيبيعها ويطعم بقيمتها زوجته وأولاده ، وفي صباح يوم ذهب إلى الغابة على جاري عادته ولما وضع فأسه في غصن من أغصان شجرة من أشجار الغابة جاءه شخص وقال له : يا أخي أزعجتنا بهذا الصوت فكف عن قطع هذا الخشب ، قال الحطاب : ومن أين نأكل أنا وزوجتي وأولادي ، قال : أنا أعوضك عن الحطب ، قال الحطاب : وبماذا تعوضني قال ، رجل الغابة : أعطيك هذه الشاه التي ديس منها يجلب العسل وديس يجلب لبن قال الحطاب : انا موافق إذا كان كلامك صحيحاً .

فأعطاه الشاه وانصرف بها ولما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاه فحلبتها فوجدت كلام الرجل صحيحاً وفي الصباح أخذ الحطاب الشاه وأعطاها الراعي ليرعاها مع أغنام أهل البلد وقال له : لا تطمع في الشاه وتأخذها لأن شقاً منها يجلب عسلاً وشقاً يجلب لبناً فقال الراعي : معاذ الله أن أفعل ذلك ، ولما حلبها وجد كلامه صحيحاً فطمع فيها وأخفاها وأتى له بشاه أخرى شبيهة لها ولما أتت امرأة الحطاب تحلب الشاه وجدتها شاه عادية فأخبرت زوجها فذهب للراعي وطالبه بشاته الأصلية قال له الراعي : هذه هيا شاتك الأصلية . وفي الصباح ذهب واشتكاه الحطاب لدى القاضي فحضر الراعي للقاضي وقال له : هذا مجنون فهل سمعتم يا فضيلة القاضي بشاه تحلب لبناً وعسلاً فحكم القاضي على الحطاب وانصرف . وفي اليوم التالي ذهب الحطاب إلى الغابة وأخذ يضرب بالفأس في أصول الشجر فأتاه الرجل وقال له ألم نتفق على أن لا تعود هنا قال : لقد نهبت الشاه التي أعطيتني إياها وعدت إلى صنعتي قال الرجل : : خذ هذا المكيال وإذا احتجت قل امتلئ ذهباً فيمتلئ ذهباً وأحرص أن تفرط فيه . فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين ، فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده بك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعته من الداخل بعضاً من الغراء لترى ماذا سيضعون في الماعون ، ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعته جنيه من الذهب لم تنتبه لوجوده الجاره فأخذته وذهبت إلى جارتها وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم ، قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب كبشة وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير ، قالت لها جارتها : ومن أين لكم هذا ، فأخبرتها بالقصة . وفي الصباح من اليوم التالي جاءت تستعير منها المكيال فأعطته لها وقالت : كيلوا به ولا تطلبوا منه ذهباً ، قالت : سنكيل به فقط ونعيده لكم في الحال ، ولما جربته هي وزوجها وجدا كلامها صحيحاً فطمعا فيه أعادت لها مكيالاً مشابهاً له فلما طلب منه الحطاب وزوجته لم يحصلا منه على شيء وعرفا أن جارتهم وزوجها بدلاه ولكن ما جدوى الشكوى . وفي صباح اليوم التالي عاد إلى غابته وبدا يضرب غب الأغصان بفأسه فأتا الرجل ولامه وأعطاه سفره وقال له أي طعام تشتهيه فاطلبه من هذه السفره وستجده بها في الحال فذهب إلى بيته وطلبا من السفره ما أردا فحضر لهم في الحال وتسرب أمر السفره حتى وصل إلى والي البلد فانتزعها منه وقال له : هذه السفره تصلح للملوك وليست للصعاليك . وفي الصباح عاد إلى غابته فقابله الرجل وقال له : لقد تعبت معك ولكن خذ هذا السوط واقفل على نفسك في حجرة وقل له املأ الحجرة ذهباً ولا تدع أحداً يفتح باب الحجرة مهما حدث من أصوات حتى يملاً هذا السوط الحجرة بالذهب فشكره الحطاب ومضى فقفل على نفسه في الحجرة وحذر زوجته وأولاده من فتح الحجرة مهما سمعوا من أصوات وثال : يا سوط أملأ الحجرة ذهباً فتحول السوط إلى مارد كالنخلة السحوق وأخذ يضرب الحطاب حتى غشي عليه من شدة الضرب وعاد الوسط إلى حالته ولما أفاق الحطاب من غشيته طرق باب الحجرة من الداخل ففتحت له زوجته الباب وهي تبحث في الحجرة عن الذهب ولما فاق الحطاب تماماً أخبر زوجته بما حدث له وقال : سأرمي بهذا السوط اللعين ، فقالت له زوجته : كلا فهذا السوط هو الذي سيرد بإذن الله حقوقنا ، لكن نام الآن وفي الصباح رباح . وفي الصباح قالت له : أذهب إلى الراعي وأعطه هذا السوط وقل له هش به على غنمك ولا تقل له أعطني ذهباً فيعطيك الذهب ولا تطمع فيه كما طمعت في الشاه . فأخذ الحطاب السوط وذهب إلى الراعي وقال له ما قالته زوجته فقال الراعي : لا تخف يا صديقي وأخذ السوط وهو فرحان وعندما عاد إلى بيته قفل الباب على نفسه وأوصى زوجته ألا تفتح الباب مهما جرى وقال للسوط : أملأ الحجرة ذهباً فخرج له المارد فضرب فيه حتى دوخه وقال له أرجع شاة الحطاب المسكين له فحلف الراعي له ألف يمين أن يعيدها من صباح رب العالمين وبالفعل طرق باب الصياد مع النجمة وسلمه شاته وسوطه . فعمل الحطاب ذلك مع جارته فأعادت المكيال ، وصنع ذلك مع الوالي وأعاد الوالي السفره بعد علقة ساخنة وقال الحطاب لزوجته : يا فلانة اليوم سلمت كل مدخراتنا وفي غد لا ندري ماذا يكون فلنرحل من هنا فرحلوا هم وأولادهم في ليلة ما لها قمر وانتقلوا إلى بلاد أخرى بعيدة وعاشوا في رغد ويسر من العيش بفضل الله ثم بفضل هذه الكنوز الغالية أما السوط فقد وضعه في دولاب وقفل عليه وأخفى مفتاحه في جيبه وقال له نم هنا يا صديقي في وقت الحاجة ))

حكاية الكذاب

في قديم الزّمان، عاش سلطان يحبّ الكذب حبَّاً جمَّاً، فكان لا ينطق بأية كلمة إلاَّ إذا تأكد من كذبها حتّى إنّه كان لا ينطق بحرف الصاد كي لا يذكّره بكلمة صدْق.‏ باختصار.. كان الكذب يسري في عروقه.‏ مرّة.. أحسّ أن أكاذيبه أصبحت مكرّرة، لذا أعلن عن مسابقة للكذب ليرفع من سويّة كذبه، وجعل جائزة أكبر كذبة صندوقاً كبيراً مطعّماً بالصدف غير أنه لم يكشف عن محتوياته.‏ وحان موعد المسابقة، وتجمهر النّاس وأشار السّلطان للمتسابق الأوّل بالكلام، فقال:‏ -كنّا.. يا سلطان الزّمان.. ثلاثة، هاجَمَنَا المَحْلُ صرنا ستة، عاش من عاش ومات من مات، أصبحنا اثني عشر. ذات يوم ذهبنا إلى حمَّام السوق فانزلقنا في سواقيها، رجعنا ثلاثة، الأول أطرش.. الثاني أعور.. الثالث أعرج.‏ قال الأطرش: أنا أسمع صوت بعوضة في أعلى سمائها.‏ قال الأعور: صحيح.. فعيني تراها.‏ قال الأعرج: هيَّا لنركض وراءها.‏ ركضنا.. فوجدنا برغوثاً يسلخ جملاً، وقفنا عنده، قلنا: ألا تعطينا فخذاً؟ قال حصّلوها وخذوها.‏ المهم.. حصّلنا الفخذ، وقصدنا عجوزاً مشطها في جيبها زيّن الله شيبها، قلنا لها: ألا تطهين لنا هذه الفخذ؟ قالت عندي طنجرة (شرقه.. مرقه) تأكل اللحم وتترك المرق، أعطيناها الفخذ، جئنا بالخبز، فتتناه في صينيّة كبيرة، دلقنا فوقه المرق، ورحنا نأكل بالمغارف، حتّى إننا لم نترك فيها لقمة واحدة.‏ ضحك السلطان فور انتهاء المتسابق من سرد كذبته، قال: أين الكذب؟ إنّك لم تذكر حتى كذبة ضئيلة بحجم رأس الدبّوس، هيا اذهب وافسح المجال للمتسابق الثاني.‏ ويتقدم رجل أحمر الشّعر، يرتدي ثياباً ريفيّة، يحيّي السّلطان ويقول:‏ -يا سلطان السلاطين، ذهبتُ البارحة إلى البيدر، فرأيت الفلاَّحين يحصدون البيض، يكوّمونه ويدرسونه قلت لحالي: لماذا لا آتي بالجحش وأملأ خرجه بالبيض؟ أي والله.. ركضتُ مثل الريح، جئت بالجحش وملأت عِدْلَي الخرج بالبيض، ولحسن الحظ كان عِدْلاً الخرج مثقوبين، والبيض يقع على الأرض، ينكسر.. يتحول إلى دجاج ويركض ورائي، حتّى إنني عندما وصلت إلى البيت وجدت خلفي دجاجاً كثيراً، فتحت له الباب (ادخل.. بيت.. بيت) دخل الدّجاج، نظرت إلى الخرج، وإذا ببيضة كبيرة، مددت يدي لأمسكها، وقعت وفقست جملاً، أنخت الجمل.. وضعت عليه حملاً ثقيلاً.. فانعقر سنامه، أخذته إلى البيطار، قال: ضع له قشرة جوز مكان العقر، وضعت له القشرة، وإذا بشجرة جوز كبيرة تنبت فوق سنامه، فجأة.. أزهرت الشجرة وأثمرت، قطفتها فجمعت قنطاراً، لكن بقيت حبة جوز في رأسها، أمسكت طينة وضربتها، وإذا بالطينة تتحوّل فور ملامستها حبّة الجوز إلى أرض (حمرا نفرا ما فيها حشيشة خضرا) قلت: سأحرث الأرض. أحضرت مقلاعاً، وضعت فيه الثور ورميته، وضعت عُدّة الحراثة ورميتها، ثمّ وضعت نفسي ورميتها.‏ حرثت الأرض وزرعتها بالسمسم، مرّ أحدهم.. قال: أخطأت، المفترض أن تزرعها بالبطّيخ. قلت: بسيطة: سأزرعها بطيخاً، ناديت أولاد الجيران ورحنا نلمّ السمسم المبذور، وفور انتهائنا وجدته ناقصاً حبة، بحثنا عنها، هنا.. هناك، أخيراً.. وجدناها في فم نملة، أمسكنا الحبّة، شدّت شددنا، انعفست الحبّة فغرق أولاد الجيران كلّهم في بحر السّيرج، تركتهم وجئت إلى هنا.‏ قطّب السّلطان جبينه، نظر إلى الرجل بقسوة، قال:‏ -يا لك من رجل أحمق، الظّاهر أنّك لا تفهم الكلام، أنا أقول لك أريد سماع كذبة كبيرة، وأنت تسرد عليّ حكايات لا تحوي حرفاً كاذباً، هيا.. استدر واغرب عن وجهي.‏ استدار الرّجل مكسور الخاطر، ومَثَلَ أمامه رجل لمّاع العينين.‏ -أيُّها السّلطان المبجّل.. عندي كذبة مُتَبّلة.‏ نظر السلطان إليه، قال: هاتِ أسمعني.‏ -احم.. احم، منذ ثلاثين سنة استدان والدكم السلطان الأعظم جرة مليئة بالذهب الخالص من والدي.‏ فتح السلطان فمه دهشاً، قال:‏ -ماذا تقول يا مجنون! والدي أنا يستدين من والدك جرّة مليئة بالذهب؟‏ -مولاي.. إن كنت كاذباً، فقد فزت وأصبح الصندوق من حقّي، وإن كنت صادقاً.. ردّ لي مال أبي.‏ حكّ السلطان جبينه، قال لنفسه: فِعلاً إنه لكذَّاب محترف، لكنه أبداً لن يكون أكذب من السلطان.‏ ثم صاح:‏ -هيه.. أنت، لقد فزتَ بالمسابقة، واستحققت لقب أكبر كذَّاب في البلاد، هيا.. تقدم وخذ الجائزة.‏ نظر الرّجل إلى الصندوق بعين حالمة، تراءت أمام عينيه صور اللؤلؤ والمرجان والفيروز والذهب والفضة و...‏ ركض نحوه فرحاً، نزع القفل، فتح الغطاء. و... شهق مذعوراً.‏ هرع الناس إليه مستفسرين، نظروا داخل الصّندوق، وقعت عيونهم على الحجارة والحصى، فشهقوا واجمين.‏ أمَّا السلطان.. فكان الوحيد الذي يقهقه، وكأن أحداً يدغدغ خاصرتيه.‏

لعلنا لم نسمع مواء القط من التراث الشعبي الياباني

يحكى أنه كان هناك رجل وامرأة عجوزان، وكانا جد فقيرين، ولكنهما طيبين وأمينين. وذات يوم، خرج الرجل العجوز إلى الجبال ليحتطب؛ وعند الظهر، فتح صندوق الطعام ليتناول كريات الأرز التي أعدتها زوجته، وكان متعجلاً، فسقطت منه واحة من تلك الكريات، وتدحرجت لتسقط في حفرة بالأرض، على بعد بضعة أقدام منه. تقدم العجوز ونظر في الحفرة لعله يتمكن من استعادة كرة الأرز، ولكن الحفرة كانت عميقة ومظلمة.وبعد دقائق قليلة، أطل فأر من الحفرة، وهتف محييا الرجل العجوز: "عمت مساء أيها العجوز، وشكراً جزيلاً على كرم ضيافتك، الذي أقابله بدعوتك إلى بيتي الكائن تحت الأرض.. فاتبعني من فضلك!" فسأله العجوز: "وكيف لي أن أمرَّ من هذه الفتحة الصغيرة؟" أجاب الفأر: "مسألة سهلة للغاية، كل ما عليك أن تغلق عينيك وتمسك بذيلي! "ولم يلبث العجوز أن وجد نفسه في بيت الفأر، حيث استقبله عدد من الفئران بالتحية، وعملوا على إبهاجه وتسليته بالمعزوفات والرقصات؛ وقدموا له ما لذ من الطعام، وهم يغنون: "لمائة من السنين، لمائتي سنة؛ بل إلى الأبدين، لن يطرق سمعنا مواء القطط، بعد الآن."وعندما عزم العجوز على مغادرتهم بعد بضع ساعات مفعمة بالسرور، قدمت له الفئران هدية وداع، عبارة عن قطع من النقود الذهبية. وهكذا تحول العجوز وزوجته من فقراء إلى موسرين.وحدث أن كان للزوجين العجوزين جار غير حميد الصفات زري الهيئة، ما إن وجد جاريه قد أمسيا غنيين، حتى قرر أن يصبح مثلهما. وفعلاً، وصل الرجل إلى بيت الفئران، تحت سطح الأرض؛ وكان ذلك الجشع قد نوى أن يفزع الفئران لتفر تاركة كنوزها، فيستولي عليها وحده، إذا سمعوا "مياو"!. وصاح الرجل: "مياو"، فساد المكان هرج ومرج وجلبة وصراخ، ثم انطفأت الأنوار، ووجد الرجل نفسه وحيداً في ظلام أبدي، في جوف الأرض.

طائر الغرنوق من التراث الشعبي الياباني

طائر الغرنوق

في يوم من الأيام، توجه فلاح شاب يتصف بالأمانة إلى الحقول الجبلية ليحتطب، فعثر علي غرنوق جريح يعاني الآلام. قال الفلاح وهو يقبل على الطائر يعالج جرحه: "طائر مسكين.. من الذي يطاوعه قلبه ليسقط مثل هذه المخلوق الجميل؟"وذات مساء، بعد مرور عدة أيام، دقت باب بيت الفلاح الشاب فتاة صغيرة جميلة، سألته أن يؤويها الليلة، فالظلام يهبط، وقد أعياها السير فلم تعد تقوى على مواصلته. ولم يلبث الشاب أن وقع في حبها من أول نظرة، وسألها أن تبقى إلى الأبد، لتكون زوجة له، فوافقت على استحياء. عاشا معا في سعادة غامرة، لم يعكرها إلا فقر الشاب، وكان الشتاء يقترب وليس لديه من المؤن ما يكفي لمواجهته حتى يأتي الربيع.وحدث أن الزوجة عرضت أن تشتغل بالنسيج الحريري إلى عاصمة البلاد، وبيعها إلى تاجر كبير، مقابل مبلغ مجز من المال. وكان التاجر مسروراً بحصوله على الحرير الجميل، وطلب من الشاب أن يأتيه بلفافة أخرى. نقل الشاب رغبة التاجر إلى زوجته، فقالت: لا أعرف إن كان ذلك بإمكاني أم لا، غير أنني سأحاول. وعلى أية حال، من فضلك، لا تدخل عليَّ أو تحاول النظر إليَّ وأنا أعمل أمام النول. وعدها الزوج بما طلبت، غير أنه عجز، أمام شدة الفضول، عن الوفاء بوعده فاسترق النظر إليها من خلال ثقب بباب غرفة النسج. فهل لك أن تتصور ما رأته عيناه؟ لم تكن زوجته اللطيفة هناك تعمل أمام النول، ولكن غرنوقاً رشيقاً أبيض اللون! كانت الغرنوق الأنثى قد فقدت نصف ريشها، وكانت تنزع ريشها الأبيض وتنسجه فيتحول حريراً أبيض لامعاً. فزع الزوج وانطلقت منه، عن غير قصد، صرخة؛ فأدركت أنثى الغرنوق أن زوجها قد حنث بوعده، وابتعدت بجسمها الممشوق عن النول، قائلة: "وحيث أنك قد اكتشفت حقيقتي، فيستحيل عليَّ أن أبقى معك بعد الآن.. إنني أنا طائر الغرنوق الذي أنقذته في منطقة الجبال، وقد أتيت لأردَّ لك صنعك وإحسانك، غير أنني يتحتم عليَّ الآن أن أغادرك". ولم يلبث الطائر أن انطلق صاعداً

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

حكاية الساقي من التراث الشعبي المغربي

الساقي

كان هناك ساق إسمه محمد , يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق , وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته . ذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره : إذهب و أحضر لي محمد الساقي. ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به الملك قال الملك لمحمد : من اليوم فصاعدا لا عمل لك خارج هذا القصر ستعمل هنا في قصري تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها.. قال محمد : السمع والطاعة. عاد محمد إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغنا القادم, وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك, دخل الديوان الذي كان مليئا بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة , وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته . بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن , إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من محمد, بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك. وفي الغد حين كان الساقي عائدا إلى بيته تبعه الوزير وقال له : يا محمد إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة. تفاجأ الساقي وسأله : وماذا أفعل حتى لا أؤديه برائحة فمي؟ فقال الوزير : عليك أن تضع لثاما حول فمك عندما تأتي إلى القصر. قال محمد : حسنا سأفعل. عندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاما حول فمه وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه , واستمر محمد يلبس اللثام يوما عن يوم إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام, فقال الوزير : أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك : لك مني الأمان فقل ما عندك. قال الوزير : لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي أرعد الملك و أزبد وذهب عند زوجته فأخبرها بالخبر , قالت : من سولت له نفسه قول هذا غدا يقطع رأسه ويكون عبرة لكل من سولت له نفسه الإنتقاص منك. قال لها : ونعم الرأي. وفي الغد استدعى الملك الجلاد وقال له : من رأيته خرج من باب قصري حاملا باقة من الورد فاقطع رأسه. وحضر الساقي كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له, وعندما هم بالخروج التقى الساقي بالوزير فقال له الوزير : من أعطاك هذه الورود؟ قال محمد : الملك. فقال له : أعطني إياه أنا أحق به منك. فأعطاه الساقي الباقة وانصرف , وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملا لباقة الورد فقطع رأسه. وفي الغد حضر الساقي كعادته دائما ملثما حاملا جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين, استغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت,فنادى عليه وسأله : ما حكايتك مع هذا اللثام؟ قال محمد : لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة و أمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأدى. سأله مرة أخرى : وباقة الورد التي أعطيتك؟ قال محمد : أخذها الوزير فقد قال أنه هو أحق بها مني. فابتسم الملك وقال حقا هو أحق بها منك, و حسن النية مع الضغينة لا تلتقيان.

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

حنكة القاضي

كان كبير قوم يقضي بين الناس بالحق ، وكان مشهود له بالعدل ونشر الخير
والإصلاح بين الناس ، وكان له من أبنائه ، شاب لا يؤمن بقدرة أبيه ، على حل المعضلات الصعبة بين الناس ، أراد هذا الشاب أن يختبر والده ؛ ليتأكد من مهارته وبراعته ، في القضاء بين الناس .
ترك الشاب والده وخرج بين القبائل ، يبحث عن رزقه في بلاد الله الواسعة ، فاهتدى إلى بيت رجل متزوج من اثنتين ، ومكث عنده يعمل في الزراعة والحصاد ، من غير أن يعلم أحد ، أنه ابن ذلك القاضي الشهير .
كان للزوجة الثانية طفلا صغيرا ، رزقها الله به بعد زمن طويل من الحرمان ، ولم يكن لزوجته الأولى أحد من الأبناء ، فكانت عاقرا ، وكان بين الزوجتين تناحر وغيرة وشقاق ، وفي يوم من الأيام أصرَّت الزوجة الأولى في نفسها مكيدة للزوجة الثانية ، فهي تشعر بأن زوجها لا يحبها كما يحب الزوجة الثانية ، وأن زوجها يميل إلى الثانية بسبب طفلها ، أما هي فلا تملك أطفالا ، وهكذا اشتعلت نيران الحقد في قلبها .
وفي حين غفلة ، وبينما كان الطفل الصغير يلهو فرحا ، اختطفته أيدي الزوجة الماكرة ، وألقت به في بئر للمياه فمات .
كان ابن القاضي الذي يعمل في الزراعة عند زوجها ، يرقب عن بُعد ٍ ما يحدث ، ولكنه لا يتمكن من الكلام ، كما لم تشعر به الزوجة القاتلة ، عندما فعلت فعلتها .
اجتمعت العشيرة ، وتباحثوا فيما بينهم عن سبب قتل الطفل ، ومن الذي يقف من وراء هذا الحدث الأليم المفزع ، واتجهت الأنظار صوب تلك المرأة ، ولكنهم لا يملكون دليلا واحدا ضدها ، وأخيرا اتهمها زوجها بأنها من وراء قتل الطفل ، أنكرت المرأة القاتلة بشدة ، وتدخلت عشيرتها ، وأصبحت كل عشيرة تتهم الأخرى أنها هي التي تقف وراء قتل الطفل ، وكادت الحرب أن تقع بين العشيرتين ، وأخيرا اتفق الجميع على القضاء العشائري ليحكم بينهم .
أجمع الحاضرون ، على التقاضي عند شيخ العشيرة الشهير ، والمشهود له بنزاهته ونقائه وبراعته ، في القضاء بين الناس ، إنه القاضي أب العامل الذي يعمل عندهم في المزرعة ، وهم لا يعلمون أن هذا العامل هو ابن ذلك القاضي .
كان العامل يجلس قريبا منهم ، يراقب ويستمع لما يدور من هنا وهناك ، وقال في نفسه : إنني تركت والدي ؛ لأنني لا أثق بقدرته على حل المعضلات الصعبة ، والآن تشهد له الناس بالخير والنزاهة والذكاء ، فهذه واحدة بحق أبي ولأنتظر الثانية .
ذهب الجميع إلى القاضي ، وبينهم ابنه الذي كان متخفيا بلثام ، واعتبر أن هذه فرصة قوية لاختبار والده ، في حل المعضلات الصعبة بين الناس ، بدأ الحاضرون يقصّون للقاضي ما حدث بشأن الطفل المغدور ، وابنه يستمع باهتمام كبير، ينتظر حكم والده .
بعد أن أنهى الجميع كلامهم ، قال القاضي للزوجة الثانية أمّ الطفل : اعرف انك لم تقتلي الطفل ، وأنك أمه الرؤوفة الطيبة ، ولكنني أريد منك طلبا واحدا فقط ، سوف يَثبُت من خلاله براءتك أمام العشائر .
قالت له وما هو ؟ قال لها : أريد منك أن ترفعي ثوبك عن ساقيك أمام جميع الحاضرين ، ثم تمشي من أمامنا خمسين مترا ، صرخت المرأة في وجهه غاضبة مقسمة ، أن لو مات العرب جميعهم ، وعن بكرة أبيهم ما فعلْت ما يطلبه منها .
توجه القاضي إلى الزوجة الأولى التي قتلت الطفل ، وطلب منها ما طلبه من الثانية ، فقالت له : أرفع ثوبي ، وأثبت براءتي ، بإظهار الساقين الاثنتين ، وليست الساق الواحدة .
عندئذ أصدر القاضي حكمه أمام جميع الحاضرين قائلا : أنت التي قتلت الطفل .
وفجأة وأمام الجميع ، كشف ابن القاضي اللثام عن نفسه ، ووقف قائلا بأعلى صوته : أشهد يا أبي بأنك القاضي الحق النزيه ، شهد العرب لك ببراعتك وبعدلك ، وبحسن تصرفك ، فقد رأيتها بعيني تلقي بالطفل في بئر للمياه .

الحقيقة الغائبة من نوادر جحا

الحقيقة الغائبة اعتادت زوجة جحا أن تتركه وحده فى البيت يقرأ فى كتبه.. وتذهب هى للسهر عند جاراتها..‏ ‏ وذات ليلة.. عادت إلى البيت متأخرة.. وطرقت الباب مرات.. ومرات.. حتى كادت أن تكسره.. فلم يفتح لها جحا..‏ ‏ ونادته من خلف الباب..وتوسلت إليه أن يفتح لها.. فلم يرق لها قلبه.. وهنا قالت له :‏ ‏ إذا لم تفتح لى الباب.. فسألقى بنفسى فى هذا البئر..‏ ‏ لكن جحا لم يستجب لها أيضاً.. وأخذ يعبث فى لحيته.. ويسخر منها فى نفسه.. ثم أخذت الزوجة حجراً كبيراً وألقته على الأرض.. وأسرعت.. واختبأت هى وراء جدار..‏ ‏ سمع جحا صوت الحجر.. فظن أن زوجته ألقت بنفسها فعلاً فى البئر.. فندم على ما فعل.. وقال لنفسه :‏ ‏ لابد أن أذهب.. وأنقذ هذه المجنونة ..‏ ‏ وأسرع جحا.. وفتح الباب.. وانطلق يبحث عن البئر التى ألقت زوجته بنفسها فيها.. ولما بعد قليلاً عن الدار..‏ أسرعت زوجته ودخلت الدار.. وهو لا يراها وأغلقت الباب تماماً من الداخل.. وأطلت من النافذة.. وأخذت تصرخ بصوت عال.. وتقول :‏ ‏ صحيح إنك رجل لا تستحى..‏ ‏ تذهب كل ليلة للسهر عند الجيران.. وتتركنى وحدى.. وتطالبنى أن أفتح لك.. إننى أشكوك إلى الله لينتقم لى منك..ألا تخجل من شيبتك.. ومن لحيتك البيضاء..‏ ‏ لابد لى أن أفضحك أمام جيرانك وأصدقائك.. لقد ضقت بما تفعل.. لكنك لا تخجل من نفسك.. تصور نفسك أنت الذى تجلس فى البيت.. وأنا التى أسهر عند الجيران..‏ ‏ أيمكنك أن تتحمل ذلك..!‏ ‏ واجتمع الجيران والأصدقاء.. وجحا حائر مندهش.. فقد قلبت زوجته المسألة.. فأصبح هو المخطئ في حقها..‏ وهى البرئية..‏ ‏ وأخذ الناس يلومون جحا لوماً شديداً.. وأخيراً قال جحا فى غيظ أرجوكم أيها الناس.. من يعلم الحقيقة فليقلها إكراماً لله !‏

ثياب الغراب من نوادر جحا

ثـيـــاب الغــراب اعتاد جحا أن يذهب هو وامرأته إلى شاطئ النهر ليغسلا ملابسهما..‏ ومرةً ..‏ وصلا إلى الشاطئ ووضعا الأثواب على الأرض وفوقها الصابون وفجأة انقض غراب واختطف الصابون وطار به بعيداً‏ ‏- صاحت الزوجة فى جحا :‏ ‏- أسرع أيها الكسول.. والحق الغراب.. لقد سرق الصابون.. لقد سرق الصابون..‏ ‏- فرد عليها جحا فى هدوء شديد :‏ ‏- لماذا تصيحين هكذا .. ألا ترين أن ثياب الغراب أكثر إتساخاً من ثيابنا ولهذا فهو أحوج منا إلى الصابون .!‏

القط والطعام من نوادر جحا

الـقــط .. والطعــام - اعتاد جحا أن يدخلَ بيتَه كلّ يوم.. حاملاً معه الخضَر والدقيقَ والفاكهة.. واعتادت زوجةُ جحا أن تطبخ الخضر..‏ وتقدم الفاكهة إلى صديقاتها.. وفى المساء.. لا يجد جحا أمامه غير الخبز فقط..‏ وتعجَّب جحا.. فسأل زوجتَه يوماً :‏ ‏- أين ما أجىءُ به من خُضر وفاكهة.. وأين تذهبين بها..‏ ‏- قالت الزوجة : هكذا حظُّك يا جحا.. كلما طبخت شيئاً..أكله القط.. فكر جحا قليلاً فى كلام زوجته.. ثم أسرع إلى فأسه المعلق فوق الجدار.. وخبأه فى الصندوق.. وأغلق عليه..‏ ‏- فسألته زوجته : لماذا تخبىءُ الفأس يا جحا .؟ قال جحا : أخبئه حتى لا يأكله القط..‏ ‏- صرخت زوجته فىدهشة : أمجنون أنت.. أيأكل القط الفأس.؟ رد جحا عليها : لست مجنوناً والله.. لكن ما رأيك فى قط يأكل طبيخاً بعشرة دراهم.. وفاكهة بعشرة أخرى.. ألا يطمع فى أكل فأس بثلاثين درهماً.!‏