حكايات وحكايات

تم جمع و كتابة الحكايات الشعبية وتصحيحها و ترجمة بعضها إلى اللغة العربية الفصحى من طرف فاطمة فكروش( معلمة مادة اللغة العربية)

الجمعة، 19 أغسطس 2011

حكاية الغولة والإخوة


الغولة والأخوة
كان يا مكان في قديم الزمان >> كان لامرأة سبعة أولاد، وكانوا يتمنون أن ترزق أمهم أختا لهم، تعينها على أعمال البيت، ويفرحون بها.
وكانت الأم ذات يوم توشك أن تلد من جديد.
خرج الأبناء للصيد بعد أن اتفقوا مع أمهم أنها إذا أنجبت ولداً أن تعلق بندقية عند مدخل البيت، وإذا أنجبت بنتا أن تعلق المنخل، حتى يعرفوا ماذا وضعت قبل أن يصلوا إلى البيت.
خلال النهار وضعت الأم بنتا جميلة، وعلقت على الباب بندقية بدلا من المنخل. وفي المساء لما رأى الأولاد البندقية، اعتقدوا أن أمهم وضعت ولدا وقرروا أن يقوموا برحلة كانوا فكروا بها قبل فترة. ويبدو أن البلد التي سافروا إليها أعجبتهم فعاشوا فيها ولم يعودوا إلى بلادهم.
كبرت البنت وأخذت تسأل عن إخوتها السبعة الذين سمعت عنهم ولم ترهم، وكم كانت تتمنى عودتهم.
وذات يوم ذهبت البنت إلى الفرن لتخبز قرصة صغيرة. وفي طريق عودتها سقطت القرصة من يدها وأخذت تتدحرج والبنت تجري وراءها حتى استقرت بباب بيت، فدخلته ورأت أن المكان مهمل وقذر، فرتبت الثياب والفراش، وأعدت الطعام، وملأت الجرة بالماء، ثم اختبأت وراء الفراش.
جاء الأولاد، فدهشوا لبيتهم المرتب ولرائحة الطعام الشهي. فقالوا: لا بد أن في البيت امرأة.
وصاح أحدهم: يا من رتبت البيت.. لا تخافي.. لن نؤذيك.. أخرجي، فنحن نريد أن نراك ونشكرك.
خرجت البنت من مخبئها، وحكت للأولاد قصتها. فقال احدهم: والله هذه أختنا.. ما اسم أمك يا بنت؟ قالت فلانة..
وما اسم أبيك؟ قالت: فلان..
فتأكدوا أنها أختهم، فبقيت معهم تعتني بهم وتقوم بكل ما يحتاجون إليه. وذات يوم، كانت الصبية تجلس إلى جوار النار تأكل حبة فاكهة وبجوارها قطتها. فقالت لها القطة: أطعميني مما تأكلين وإلا أطفأت النار. فقالت لها الصبية: لقد أكلت آخر قطعة منها ولم يبق معي شيء. فأطفأت القطة النار. ولم يكن لدى البنت ما تشعل به النار، فبدأت تبحث عن شيء توقد به النار، فرأت في الجبل المقابل نارا، فذهبت إليها.
لما وصلت المكان، وجدت غولاً كبيراً قد أشعل شجرة ليشوي عليها بقرة ليأكلها. فسلمت عليه البنت وطلبت منه شعلة نار. فأعطاها وعادت إلى منزلها. وتبعها الغول حتى يعرف بيتها.
وفي اليوم التالي، ذهب الغول إلى بيتها بعد خروج إخوتها، ودق الباب وطلب منها أن تخرج إصبعها ليمصه. فأطاعته، ومص قليلا من دمها. وصار يعود إليها كل يوم ويمص شيئا من دمها، حتى ضعفت. وسألها إخوتها عن سبب ضعفها، فحكت لهم حكايتها مع الغول. فقال الأخ الأكبر: سأبقى اليوم في البيت مع أختنا، اذهبوا أنتم للصيد. فذهب الإخوة وظل الكبير مختبئا خلف الباب.
جاء الغول كعادته، وطلب من البنت أن تمد إصبعها ليمص دمها، لكنها رفضت أن تفتح الباب وقالت له: لن أمد إصبعي. إن كنت قويا اخلع الباب. فخلع الغول الباب، فضربه أخوها بسيفه فمات، وجره الإخوة إلى الوادي.
كانت للغول أخت، أخذت تبحث عن أخيها، وتنكرت في شكل عجوز. وذات يوم لقيت الغولة البنت، وأخذتا تتحدثان، فأخبرتها البنت أثناء الحديث أن غولا كان يمص دمها كل يوم، وأن أخاها الأكبر قتله ورماه في الوادي. فكتمت الغولة ما في نفسها وقررت أن تنتقم.
وفي اليوم التالي تنكرت الغولة في ثياب أخرى وتظاهرت أنها تبيع الأحذية. فاشترت البنت سبعة أزواج منها لإخوتها. وبمجرد أن لبس إخوتها الأحذية تحولوا إلى ثيران.
فوجئت البنت بما حدث، وأخذت تبكي وتنوح، ولكن ذلك لم يغير من الأمر شيئا. فأخذت الثيران ومشت حتى بلغت قصرا عظيما جلست تستظل بظله.
رأتها خادمة القصر، فأسرعت تخبر سيدها عن الحورية الجالسة بقرب القصر. فأمر ألسلطان بإحضار البنت، فلما رآها أعجب بها وعرض عليها أن تتزوجه. فوافقت على شرط أن تبقى الثيران السبعة معها لأنها عزيزة عليها ولا تستطيع أن تفارقها. فوافق السلطان وتزوجا وهجر السلطان كل الناس. فأثار تصرفه غيرة زوجاته القديمات. فقررن أن يتخلصن منها.
وذات يوم كانت الصبية جالسة بجوار بئر وكان ابنها في حضنها، فدفعتها ضرائرها إلى الماء، فبلعها الحوت هي وابنها.
وكان السلطان يتجول في حديقة القصر، ومر بجوار الإسطبل فرأى الثور الصغير يبكي. فغضب لبكائه وأمر بذبحه. فصاح الثور: يا أختي، يا أختي، لقد أحضروا السكاكين لذبحي وهيأوا القدور لطبخي.
فردت عليه أخته وهي في بطن الحوت بصوت سمعه كل من في القصر: يا أخي الحبيب، أنا في بطن الحوت وابن السلطان في حضني.
أسرع السلطان ورجاله لإنقاذها وأخرجوها من بطن الحوت هي وابنها. وفرح السلطان بهذه الثيران التي كان أحدها سبب إنقاذ زوجته وابنه.
وذات يوم جاءت الغولة إلى زوجة السلطان على هيئة ماشطة وقامت بتمشيط شعرها، فتحولت إلى حمامة طارت في الفضاء. وبحث السلطان عن زوجته فلم يجدها. وذات يوم رأى السلطان ابنه يركض وراء الحمام ويحمل حبات من القمح في راحتي يديه ويطعم حمامة معينة.
فسأله السلطان: لماذا تطعم هذه الحمامة
فرد الولد: إنها أمي.
ضحك السلطان وأمسك بالحمامة، وصار يداعب ريشها، فاصطدمت يده بمشط صغير. ولما أخرج المشط من بين الريش انتفضت زوجته واقفة أمامه.
ذهل السلطان لما رأى، وسأل زوجته عن سر ما حدث، فقالت وهي تبكي: الغولة يا سلطان!! الغولة سحرت إخوتي ثيرانا.. وحولتني إلى حمامة.. الغولة تتبعني من مكان إلى مكان.
أمر السلطان عسكره بالبحث عن الغولة في كل مكان وإحضارها إليه. وعندما عاد العسكر بالغولة قال لها السلطان: أعيدي إخوة زوجتي كما كانوا وإلا أحرقتك.
رفضت الغولة. فأخذ السلطان يهددها. وأثناء الكلام دخل أحد الحراس وقال: كنا نصب الماء على أحد الثيران فانقلب إلى شاب رائع الجمال.
فرح السلطان بالخبر، وفرحت الزوجة، وصبوا الماء على باقي الثيران فعادوا شبابا..
ونادى المنادي في عاصمة السلطان: من يحب السلطان وزوجة السلطان فليأت بحزمة حطب وشعلة نار.
فأشعلوا نارا عظيمة، وألقوا الغولة فيها لتحترق.